الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
جعل: أي خلق، ويقال: ظاهر الرجل من زوجته إذا قال لها: أنت علىّ كظهر أمي، يريدون أنت محرمة علىّ كما تحرم الأم، وكانوا في الجاهلية يجرون على المظاهر منها حكم الأم، والأدعياء: واحدهم دعىّ، وهو الذي تدّعى بنوته، وقد كانت تجرى عليه أحكام الابن في الجاهلية وصدر الإسلام، السبيل: أي طريق الحق، أقسط: أي أعدل، ومواليكم: أي أولياؤكم فيه.المراد بالجنود هنا: الأحزاب، وهم قريش يقودهم أبو سفيان، وبنو أسد يقودهم طليحة، وغطفان يقودهم عيينة بن حصن، وبنو عامر يقودهم عامر بن الطّفيل، وبنو سليم يقودهم أبو الأعور السّلمى، وبنو النّضير من اليهود، ورؤساؤهم حيىّ ابن أخطب، وأبناء أبى الحقيق، وبنو قريظة من اليهود أيضا سيدهم كعب بن أسد، وكان بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عهد فنبذه كعب بسعى حيىّ، وكان مجموع جيوش الأعداء عشرة آلاف أو نحو ذلك، والجنود التي لم تروها: هي الملائكة من فوقكم: أي من أعلى الوادي من جهة المشرق، وكانوا بنى غطفان، {ومن أسفل منكم} أي من أسفل الوادي من قبل المغرب، وكانوا قريشا ومن شايعهم، وبنى كنانة وأهل تهامة، {زاغت الأبصار} أي انحرفت عن مستوى نظرها حيرة ودهشة، {وبلغت القلوب الحناجر} يراد به فزعت فزعا شديدا، {ابتلى المؤمنون} أي اختبروا وامتحنوا، {وزلزلوا زلزالا شديدا} أي اضطربوا اضطرابا شديدا من الفزع وكثرة العدوّ، و{الذين في قلوبهم مرض} قوم كان المنافقون يستميلونهم بإدخال الشّبه عليهم لقرب عهدهم بالإسلام، {إلا غرورا} أي إلا وعد غرور لا حقيقة له {يثرب} من أسماء المدينة، {لا مقام لكم} أي لا ينبغى لكم الإنامة ها هنا، {عورة} أي ذات عورة لأنها خالية من الرجال فيخاف عليها سرق السّرّاق، والأقطار: واحدها قطر وهو الناحية والجانب، و{الفتنة} الردة ومقاتلة المؤمنين، آتوها: أي أعطوها، {وما تلبثوا بها} أي وما أقاموا بالمدينة، {يعصمكم} أي يمنعكم، {المعوّقين} أي المثبطين عن القتال مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، {هلم إلينا} أي أقبلوا إلينا، و{البأس} الشدة، والمراد به هنا الحرب والقتال، {أشحة} واحدهم شحيح أي بخيل بالنّصرة والمنفعة، {تدور أعينهم} أي تدير أعينهم أحداقهم من شدة الخوف، {سلقوكم} أي آذوكم بالكلام، {بألسنة حداد} أي ألسنة دربة سلطة تفعل فعل الحديد، {أشحة على الخير} أي بخلاء حريصين على مال الغنائم، أحبط اللّه أعمالهم: أي أبطلها لإضمارهم الكفر، {لو أنهم بادون في الأعراب} أي خارجون إلى العدو مقيمون بين أهله، {أسوة} أي قدوة، والمراد به المقتدى به، {قضى نحبه} أي فرغ من نذره ووفى بعهده، وصبر على الجهاد حتى استشهد كحمزة، ومصعب بن عمير، والغيظ: أشد الغضب، {وكفى اللّه المؤمنين القتال} أي وقاهم شره، عزيزا: أي غالبا مستوليا على كل شىء، {ظاهروهم} أي عاونوهم، {من أهل الكتاب} أي من بنى قريظة، {من صياصيهم} أي من حصونهم واحدها صيصية وهى كل ما يمتنع به قال الشاعر:
و{قذف} أي ألقى، و{الرعب} الخوف الشديد.{يقنت} أي يخشع ويخضع، {وأعتدنا} هيأنا وأعددنا، {كريما} أي سالما من الآفات والعيوب.{زينة الدنيا} زخرفها ونعيمها، {فتعالين} أي أقبلن باختياركن واخترن أحد الأمرين، {أمتعكن} أي أعطكن المتعة، وهى قميص وغطاء للرأس وملحفة- ملاءة- بحسب السعة والإقتار، {وأسرحكن} أي أطلقكن، {سراحا جميلا} أي طلافا من غير ضرار ولا مخاصمة ولا مشاجرة، بفاحشة: أي فعلة قبيحة كنشوز وسوء خلق واختيار الحياة الدنيا وزينتها على اللّه ورسوله، {مبينة} أي ظاهرة القبح من قولهم: بيّن كذا بمعنى ظهر وتبين، {ضعفين} أي ضعفى عذاب غيرهن أي مثليه، {يسيرا} أي هيّنا لا يمنعه عنه كونهن نساء النبي، بل هذا سبب له.أصل أحد وحد بمعنى الواحد وهو في النفي عام للمذكر والمؤنث، والواحد والكثير أي لستنّ كجماعة واحدة من جماعات النساء، فإذا استقرئت أمّة النساء جماعة جماعة لم يوجد منهن جماعة واحدة تساويكن في الفضل والمسابقة، والاتقاء بمعنى الاستقبال، وهو بهذا المعنى معروف في اللغة قال النابغة: أي استقبلتنا باليد قاله أبو حيان في البحر، ومنه قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقي بوَجْهه سُوءَ الْعَذاب} {فلا تخضعن بالقول} أي فلا تجبن بقول خاضع ليّن أي إذا استقبلتن أحدا فلا تلنّ الكلام ولا ترققنه {مرض} أي ريبة وفجور {قولا معروفا} أي حسنا بعيدا من الريبة غير مطمع لأحد {قرن} من قرّ يقرّ من باب علم وأصله اقررن دخله الحذف والتبرج: إبداء المرأة من محاسنها ما يجب عليها ستره و{الجاهلية الأولى} هي الجاهلية القديمة جاهلية الكفر قبل الإسلام وهناك جاهلية أخرى هي جاهلية الفسوق في الإسلام و{الرجس} في الأصل الشيء القذر والمراد به هنا الإثم المدنّس للعرض {واذكرن ما يتلى في بيوتكن} أي وعظن الناس بما يتلى في بيوتكنّ و{آيات اللّه} هي القرآن والحكمة: هي السنة وحديث الرسول.الإسلام: الانقياد والخضوع لأمر اللّه والإيمان: التصديق بما جاء عن اللّه من أمر ونهى والقنوت: هو الطاعة في سكون والصبر: تحمل المشاق على المكاره والعبادات والبعد عن المعاصي والخشوع: السكون والطمأنينة أعد اللّه لهم مغفرة: أي هيأ لهم مغفرة تمحو ذنوبهم وأجرا عظيما: أي نعيما عند ربهم يوم القيامة تقول ما كان لفلان أن يفعل كذا: أي لا ينبغى له والخيرة: الاختيار {مبينا} أي ظاهر الانحراف عن سنن الصواب {أنعم اللّه عليه} أي بالإسلام و{أنعمت عليه} أي بالعتق ونيل الحرية و{اتق اللّه} أي في أمرها ولا تطلقها ضرارا و{تخشى الناس} أي تخاف من اعتراضهم وقولهم إن محمدا تزوج امرأة ابنه والوطر: الحاجة والمراد أنه لم يبق له بها حاجة الزوجية فطلقها {زوجناكها} أي جعلناها زوجة لك والحرج: المشقة فرض له: أي قدّر من قولهم فرض للجند كذا أي قدر لهم {سنة اللّه} أي سن اللّه ذلك سنة {خلوا} أي مضوا {قدرا مقدورا} أي مقضيا وكائنا لابد منه.النكاح هنا: العقد والمس معروف والمراد به قربان المرأة ومن أدب القرآن الكريم التعبير عنه بالملامسة والمماسة والقربان والتغشى والإتيان والعدة: الشيء المعدود وعدّة المرأة: الأيام التي بانقضائها يحل بها التزوج فمتعوهن: أي أعطوهن المتعة وهى قميص وخمار ما تغطى به المرأة رأسها وملحفة ما تلتحف به من قرنها إلى قدمها-ملاية- {سرحوهن} أي أخرجوهن من منازلكم {سراحا جميلا} أي إخراجا مشتملا على ليّن الكلام خاليا من الأذى.الأجور هنا: المهور وما ملكت يمينك: أي ما أخذته من المغانم {خالصة لك} أي هي خاصة بك {حرج} أي ضيق ومشقة.{ترجى} أي تؤخر من الإرجاء وهو التأخير وقُرئ {ترجىء} و{تؤوي} أي تضم وتضاجع {ابتغيت} أي طلبت {عزلت} أي تجنبت {أدنى} أي أقرب تقرّ أي تسرّ.{إناه} أي: نضجه يقال أنى الطعام يأنى أنى أي أدرك وحان نضجه وفيه لغات: إنى بكسر الهمزة وأنى بفتحها مقصورا وممدودا قال الحطيئة: {فانتشروا} أي فتفرقوا ولا تلبثوا {مستأنسين لحديث} أي مستمعين له {متاعا} أي: شيئا تتمتعون به من ماعون وغيره {أطهر لقلوبكم} أي أكثر تطهرا من الخواطر الشيطانية التي تخطر للرجال في أمر النساء وللنساء في شأن الرجال.{بغير ما اكتسبوا} أي بغير جناية يستحقون بها الأذى والبهتان: الكذب الذي يبهت الشخص لفظاعته {وإثما مبينا} أي ذنبا واضحا بينا.الجلابيب: واحدها جلباب وهى الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار {يدنين} أي يرخين ويسدلن يقال للمرأة إذا زل الثوب عن وجهها أدنى ثوبك على وجهك {أدنى} أي أقرب أن {يعرفن} أي يميزن عن الإساءة {مرض} أي ضعف إيمان بانتها كهم حرمات الدين و{المرجفون} هم اليهود الذين كانوا يلفقون أخبار السوء وينشرونها عن سرايا المسلمين وجندهم وهو من الإرجاف وهو الزلزلة وصفت بها الأخبار الكاذبة لكونها مزلزلة غير ثابتة {لنغرينك بهم} أي لنسلطنك عليهم ولنحرشنّك بهم {ملعونين} أي مبعدين من رحمة اللّه {ثقفوا} أي وجدوا {خلوا} أي مضوا.{الساعة} يوم القيامة {وما يدريك} أي وأىّ شيء يعلمك وقت قيامها {سعيرا} أي نارا مستعرة متقدة {سادتنا} أي ملوكنا و{كبراءنا} أي علماءنا {ضعفين من العذاب} أي مثلى عذابنا لأنهم ضلوا وأضلوا، الوجيه: هو ذو الجاه والمنزلة ومن يكون له من خصال الخير ما به يعرف ولا ينكر.القول السديد: القول الصدق الذي يراد به الوصول إلى الحق من قولهم: سدد سهمه إذا وجهه للغرض المرمىّ ولم يعدل به عن سمته.العرض هنا: النظر إلى استعداد السموات والأرض والأمانة كل ما يؤتمن عليه المرء من أمر ونهى في شئون الدين والدنيا والمراد بها هنا التكاليف الدينية وسميت أمانة من قبل أنها حقوق أوجبها اللّه على المكلفين وائتمنهم عليها وأوجب عليهم تلقيها بالطاعة والانقياد وأمرهم بالمحافظة عليها وأدائها دون الإخلال بشىء منها.{فأبيْن} أي كنّ غير مستعدات لها {وحملها الإنسان} أي كان مستعدا لها {إنه كان ظلوما} أي كثير الظلم لما غلب عليه من القوة الغضبية {جهولا} أي كثير الجهل لعواقب الأمور لما غلب عليه من القوة الشهوية. اهـ. باختصار.
|